يكفي أن تقول «في واحد محشش» وحتى قبل أن تكمل النكتة ستجد عشرات الأسنان الطبيعية والاصطناعية خرجت أمامك معلنة حفلة ضحك جماعية.
لم تقف المشكلة عند بالغين يعرفون مفردات الكلمة وتفاصيلها، بل تفاقمت إلى الفصول الدراسية حتى المرحلة الابتدائية، فلا تستغرب إن سمعت طفلك أو رفيقه يرددون بأسنانهم اللبنية الآيلة للسقوط: «في واحد محثث»، ويضحك رفاقه أصحاب القلوب والعقول الغضة على المحشش الذي أصبح نجم الابتسامة في حياتهم.
أما المراهقون فما أن تهبط سيرة المضحكين الجدد، في جلساتهم حتى تراهم يهيمون في خيالاتهم عن الشخصية الخطير سيدنا المحشش، فلا تستغرب إن سبل مراهقون عيونهم وأطلقوا تنهيدة عند حديثهم عن شخصية المحشش ونكتته وقوته في الحي الذي يسكنونه.
لم يعد أطفالنا كما يتوقع البعض، فحتى في مدارسهم يتجمعون ويتبادلون النكات عن المحشش خصوصا إن كان أحد أساتذتهم متهما بـأنه «راعي كيف، أو سلطان سيجارة» لأن عقولهم الخضراء كتب عليها أن الحشيش كيف الواصلين وتبغ الرجال.
قلبوا ذاكرتكم وجوالاتكم وأحاديثكم، قبل قليل مع الأسرة والأصدقاء، ستجدون عزيزنا المحشش يطل بعينيه الناعسة، ومزاجه العالي، أضحكنا كثيراً، في ظل صورة ذهنية أن من يضحكنا يملك قلوبنا ابتداء بالممثلين مرورا بخفيف الدم في الأسرة والحي وحتى الزملاء في العمل.
لا يعتقد البعض أنني أتحدث عن رغبتي الجامحة على صهوة هذا العمود بأن يكون مجتمعنا مثالياً، ولكن كل ما آمله أن نلحق بهذا الجيل ونتحرك اجتماعياً ورسمياً لوقف انتشار ثقافة الغرام بالحشيش ومتعاطيه المحرضة إلى تجربة ومن ثم الأدمان وانتهاء بقصة مؤلمة.
آخر التجارب على آثار الحشيش أعلنها الباحثان رافائيل مالدونادو وأندريس أوزايتا من جامعة بومبوي فابرا في برشلونة، مؤكدين أن الإدراك لدى المحششين يقل تدريجيا إلى درجة اللامبالاة المرضية إضافة إلى ضعف الذاكرة وهذا ما سيقدم لنا «جيلا مفهياً»، غير مسؤول عن تصرفاته، ضائعا بين سجن ومستشفى وأسرة مفككة، فأتمنى أن نبتكر مشروعاً وطنياً اجتماعياً تطوعياً بالشراكة مع الجهات الرسمية ينقذ الوضع.
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول