باتت الشعارات العنصرية التي تطلقها الجماهير الإيرانية أثناء المواجهات العربية الإيرانية، التي تستضيفها الأخيرة، تمثل تهديداً كبيراً للمنافسات الكروية في المنطقة الخليجية خاصة والآسيوية بشكل عام.
وتسيطر عبارة "الخليج فارسي" على كل مواجهات الأندية والمنتخبات الخليجية التي تستضيفها إيران، في تحدٍّ واضح لأنظمة وقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم التي ترفض رفضاً باتاً استغلال المنافسات الرياضية لتحقيق أهداف سياسية، ما يلقي بظلاله على الروح الرياضية في بين دول الخليج العربي وإيران.
وحذر الناقد الرياضي السعودي منصور الجبرتي من خطورة سلوك الجماهير الإيرانية في مواجهات أنديتها ومنتخباتها مع نظرائها الخليجيين، مطالباً الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بوضع حد لمثل هذه النعرات التي تهدد المنافسات الرياضية في المنطقة.
وقال الجبرتي في اتصال هاتفي لـ"العربية.نت": من غير الممكن أن تمر اللافتات التي تغطي الملاعب الإيرانية وعلى لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي اتخاذ عقوبات صارمة بحقها". لاسيما أن قوانين اللعبة تحرّم استخدام الرياضة لأغراض سياسية أو عنصرية.
وحذر من انتقال ما يحدث في الملاعب الإيرانية إلى الملاعب الخليجية في حال استضافتها أندية أو منتخبات إيرانية، مؤكداً "في هذا الحال سيتحول الأمر إلى فوضى ولن يتمكن الاتحاد الآسيوي من إيقافها".
عودة للأعلى
لقاءات "الخليج الفارسي"
ولم تكن مباراة الهلال السعودي وميس كرمان الإيراني الثلاثاء الماضي بدوري أبطال آسيا هي الأولى التي تشهد الحضور اللافت للمصلقات التي تحمل شعارات "الخليج فارسي" باللغات الفارسية والعربية والإنجليزية، فكأن القائمين على إدارة الملعب الذي جرت فيه المباراة أرادوها أن تكون ملحمة بين العرب والفرس وليس بين فريقين لكرة القدم، وهذا ما يتناقض مع قوانين الفيفا للعبة.
وقد تعرضت بعثة النادي الأهلي الإماراتي قبل نحو شهرين لمضايقات وانتقادات حادة من بعض الصحافيين الإيرانيين، قبل ساعات من بدء مباراة النادي أمام الفريق نفسه ضمن مباريات المجموعة الرابعة لدوري أبطال آسيا، وكان ذلك بسبب تكرار استخدام مترجم مدرب الأهلي للفظ الخليج العربي خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة.
وهاجم حينها عدد من الصحافيين الإيرانيين بحدة مترجم مدرب الأهلي السابق، الهولندي هنك تن كات، بسبب إصراره على استخدام عبارة "الخليج العربي".
وكرّر مترجم بعثة فريق الأهلي الإماراتي لفظ "الخليج العربي" عدة مرات على الرغم من احتجاج الصحافيين الذين تجاوزوا كل الأعراف وطالبوا المترجم بتعديل اللفظ واستخدام "الخليج الفارسي"، لكن ابتسامة ساخرة من المترجم أثارت غضب الحاضرين، وفق ما ذكرت تقارير صحافية حينها.
ويشاطر المسؤولون واللاعبون المشجعين في تبني مواقف عنصرية ضد العرب، حيث رأى مراقبون حضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في ملعب أزادي لمتابعة مباراة المملكة العربية السعودية وإيران في التصفيات الآٍسيوية المؤهلة لمونديال 2010 بأنه شكّل سابقة نادرة لدى القيادة الاإيرانية في تسييس المباراة، وكان ذلك واضحاً من خلال ترديد شعارات ذات طابع قومي ولافتات تصوّر الأمر على أنه معركة "لجنود الوطن".
عودة للأعلى
دور الإعلام الإيراني
كما تلعب وسائل الإعلام الإيرانية دوراً بارزاً في شحن الجماهير الإيرانية، حيث تكرر كثيراً من التقارير والعناوين العنصرية في الصحف الإيرانية مثل: "غداً سنلقن العرب درساً في كرة القدم" و"سنمرغ أنف العرب في الوحل".
واللافت أن الإعلام الإيراني يستهدف كل العرب في المواجهة مع الأندية التابعة للدول العربية المختلفة، رغم أن إيران ذاتها تضم أكثر من خمسة ملايين نسمة من العرب على الضفة الشمالية للخليج.
أما علي دائي المدرب الإيراني آنذاك فقد صرّح قبيل بدء المباراة قائلاً: "إذا فزنا على السعودية فهذا يكفينا حتى لو لم نتأهل لكأس العالم".
وكانت إيران قد حرمت من استضافة دورة ألعاب التضامن الإسلامية بسبب إصرارها على درج اسم "الخليج الفارسي" على الميداليات التي كان من المقرر توزيعها على الفائزين وتوزيع كراسات ومنشورات تظهر هذا الاسم بشكل لافت.
ومن المناسبات الأخرى التي كرّست العنصرية ضد العرب كان فوز البحرين على إيران في تصفيات كأس العالم في عام 2002، حيث خسرت إيران المباراة بهدفين مقابل واحد وتأهلت السعودية بهذه النتيجة الى كأس العالم، ورفع لاعبو فريق البحرين العلم السعودي بعد انتهاء المباراة أمام أعين مشجعي الفريق الإيراني الذي لم يكن أمامه إلا خطوة واحدة للتأهل الى تصفيات كأس العالم.
ولم يُخفِ اللاعب الإيراني أرش برهاني شعوره العنصري قبل خوض فريقه الاستقلال الإيراني المباراة مع نادي الأهلي السعودي، حيث قال في تصريح صحافي " إن تسجيل هدف في مرمى العرب له لذة خاصة بالنسبة لي"، مؤكداً أنه يشعر بأن "مسؤوليته تتضاعف في المباراة"؛ لأن مشجعي استقلال يتوقعون الكثير من أعضاء الفريق النصر.